(ياسر قشلق)
رويداً رويداً، تذهب الأموال السورية المودعة في مصارف لبنان أدراج الرياح وكأنها لم تكن، ولمن لا يعلم فإن تلك الأموال تقدر بعشرات المليارات وهي تكفي لإحداث فارق ملموس بجنون أسعار الصرف في سورية وضياعها أساساً هو أحد أسباب هذا الجنون، ولمن لا يعلم أيضاً – وأوجه
حديثي هنا لبعض أصحاب تلك الأموال ممن يحاولون استرداد ودائعهم بطرق “ملتوية” – سيجري في القريب الكشف عن أسماء أصحاب رؤوس الأموال تلك فرداً فرداً، وعن حجم إيداعاتهم وهوية شركاتهم وطبيعتها في المناطق الحرة و”غير الحرة”، والأهم من يقف خلفها،
ياسر قشلق
وأعتقد أن هناك الآن من يقرأ كلامي هذا ويدرك تماماً ما أعنيه! كلامي في الأعلى عن ضياع الودائع السورية ليس لي إنما هو جزء من تصريحات قالها حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وهي ورغم حجم الرعب الذي تنطوي عليه لم تستدع من جحافل رواد التواصل الإجتماعي أي تعليق، في حين استرعى كلام عابر من الدكتورة بثينة شعبان مُنتزع من سياقه ومعناه العام حملة تواصل اجتماعي شعواء قوامها الشتائم والسخرية، بل قوامها قلة الوعي والأدب.. عجبي!! قال لي أحد الأصدقاء (صديق حسب ادعائه طبعاً): تواصلت مع مدير البنك اللبناني – فخّم نبرته حين قال لبناني – وقال لي: يا حاج – هم جميعاً حجاج بيت الله الحرام – لا تحاول سحب أموالك؛ ما نمر به أزمة عابرة وستمر! وبما أن المدير هو نبي فينيقي لا يأتيه الباطل من أمامه ولا من خلفه، فإن كلامه منزل، وبالتالي ودائع السوريين “محفوظة”، طبعاً محفوظة كمجرد أرقام على ورق، واستعادتها واقعياً سيكون المستحيل الرابع عند العرب إلى جانب الغول والعنقاء والخل الوفي. “الحاج” بالأعلى اتصل بدوره بشريكه “الحجي” المحسوب طبعاً على أحد المسؤولين – شريك الحاج والحجي – وطمأنه بموثوقية المصارف اللبنانية وأنهى حديثه بالقول – بعد عبارة بما معنى حتى لا يأثم الحاج – “نيال اللي بيملك مربط جحشة بلبنان”!! كرة الثلج في سوريا تكبر كل يوم، وكل الحلول التي يحاولون اجتراحها هنا لن تكون مجدية ما لم يتم التعامل مع أساس المشكلة الذي هو في لبنان، ولا يكفي بكل تأكيد الجلوس أمام شاشات التلفزة اللبنانية وانتظار تصريح من هنا وأمل من هناك، ما يحصل يستحق دعوى قضائية على مستوى دولي لاسترداد تلك الودائع دون تلاعب، أو على الأقل هاتف من وزير العدل السوري لزميله اللبناني على أن يكون حديثهم عن مصير الودائع على مستوى كونهم مقاومَين وأخوةٌ بالسلاح وبأشياء أخرى، هذا إلى جانب ما تثيره تلك الودائع من أسئلة تنتظر وتستحق إجابات جادة، ولي أنا أن أذكر بعض من تلك الأسئلة: من أين….؟ لماذا…..؟ كيف….؟ متى….؟ ولكم أنتم أن تملؤوا الفراغات بما يعلمه الجميع!